Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
العراق يحصل على تعهدات بقيمة 30 مليار دولار لاعادة الاعمار | رؤيا الإخباري

العراق يحصل على تعهدات بقيمة 30 مليار دولار لاعادة الاعمار

عربي دولي
نشر: 2018-02-15 11:08 آخر تحديث: 2018-02-15 11:08
ارشيفية
ارشيفية

تعهدت الدول الحليفة للعراق الاربعاء في اليوم الاخير من اعمال مؤتمر دولي انعقد في الكويت، بتأمين 30 مليار دولار للمساعدة في اعادة اعمار العراق الذي دمرته حرب استمرت ثلاث سنوات مع عصابة داعش الارهابية.

وفي حين عبرت الكويت البلد المضيف للمؤتمر عن ارتياحها لنتائجه، فان حصيلته المالية تبقى بعيدة عن قيمة حاجات العراق الذي قال في اليوم الاول من المؤتمر انه يحتاج 88 مليار دولار.

وقال وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الصباح ان " التزام المجموعة الدولية حيال العراق كان واضحا خلال المؤتمر" من خلال تعهدات بقيمة 30 مليار دولار.

واضاف ان هذا الالتزام جسده تسجيل المؤتمر مشاركة 76 دولة و51 منظمة مساعدة دولية و107 جمعيات ومؤسسات و850 رجل اعمال.

بيد ان وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري قال لفرانس برس "كنا نأمل مبلغا اكبر (..) الامر لا يشكل خيبة امل لكنه اقل من التوقعات".

وكان مسؤولون عراقيون اشاروا في افتتاح المؤتمر قبل ثلاثة ايام الى ان اجمالي حاجات العراق تبلغ 88 مليار دولار بينها 22 مليار دولار حاجات للامد القصير.

وقبيل اعلان الدول عن مساهماتها، طالب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش المجتمع الدولي بتقديم الدعم "بالسياسة والموارد".

وقال متوجها الى العراقيين "العالم مدين لكم جراء نضالكم ضد التهديد العالمي الذي فرضه داعش "، مضيفا "حان الوقت لاظهار امتناننا الخالص والتعبير عن تضامننا مع الشعب العراقي".

من جهته، قال أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ان بلاده تدرك "حجم الدمار" الذي لحق بالعراق جراء الحرب ضد داعش، ورأى ان اعادة الاعمار "عمل لن يتمكن العراق من التصدي له وحده"، داعيا المجتمع الدولي الى "المشاركة في هذا العمل وتحمل تبعاته".

كما قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ان الاتحاد سيقدم 400 مليون دولار على شكل مساعدات انسانية، بعد يومين من تعهد منظمات غير حكومية في اليوم الاول من المؤتمر بتقديم 330 مليون دولار على شكل مساعدات ايضا. 


اقرأ أيضاً : الكويت تقدم ملياري دولار للعراق


واعلنت تركيا انها ستخصص خمسة مليارات دولار للعراق على شكل قروض واستثمارات، بينما قالت بريطانيا، التي قادت مع الولايات المتحدة اجتياح العام 2003، انها ستمنح العراق تسهيلات ائتمانية في مجال الصادرات تصل الى مليار دولار سنويا ولمدة عشرة اعوام.

اما الكويت، التي تعرضت الى اجتياح عراقي نفذه النظام السابق عام 1990، فقد قررت تخصيص ملياري دولار على شكل قروض واستثمارات، بينما تعهدت السعودية بتخصيص مليار دولار لمشاريع استثمارية في العراق و500 مليون دولار اضافية لدعم الصادرات العراقية.

وكان وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون اعلن الثلاثاء خلال مشاركته في مؤتمر الكويت عن توقيع اتفاقية بين مصرف التجارة الخارجية الاميركي والعراق لمنح بغداد قروض بنحو ثلاثة مليارات دولار.

ووقع العراق والبنك الدولي الاربعاء مشروعين بقيمة 510 ملايين دولار مخصصة لتحسين ظروف عيش العراقيين.

ويضاف المشروعان الى برنامج يموله البنك الدولي بقيمة 750 مليون دولار، ما يرفع اجمالي تعهدات البنك في العراق الى 4,7 مليارات دولار مقابل 600 مليون دولار قبل اربع سنوات.

وكانت بغداد اعلنت "الانتصار" على داعش في كانون الأول/ديسمبر بعدما استعادت القوات العراقية، مدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، اجزاء واسعة من البلاد كانت المجموعة المتطرفة سيطرت عليها في منتصف العام 2014.

والى جانب الدمار الكبير الذي خلفته الحرب، فان النزاع تسبب في نزوح الملايين، ولا يزال هناك 2,6 مليون نازح يقيمون في مخيمات في مناطق مختلفة من البلاد الغنية بالنفط.

لكن العراق الذي عانى ماليا في السنوات الماضية من تراجع اسعار النفط، يتطلع الاربعاء الى طي صفحة الحرب هذه والانطلاق نحو اعادة اطلاق العجلة الاقتصادية، مشرعا أبوابه امام الشركات الاجنبية والمستثمرين.

- الفساد والارهاب -

وفي الوقت الذي تعلن فيه الحكومات الاجنبية عن مساهماتها في مشروع اعادة الاعمار، يسعى العراق الذي عانى في السنوات الخيرة من انخفاض اسعار النفط، الى طمأنة واستقطاب المستثمرين في القطاع الخاص الممثل في اجتماع الكويت بأكثر من الفي شركة ورجل اعمال.

وقال رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار سامي الاعرجي أمام ممثلين عن هذا القطاع، ان  العراق "مفتوح امام المستثمرين"، مشيرا الى ان بغداد تعرض الاستثمار في اغلب القطاعات، من الزراعة الى النفط. 

لكن بحسب رجال أعمال تحدثت اليهم وكالة فرانس برس في المؤتمر، يعد الفساد المستشري أحد أكبر التحديات امام بغداد في سعيها لجمع الاموال واستقطاب المستثمرين، رغم قولهم ان الحكومة العراقية تتحرك لمواجهة هذه الآفة ولتوفير بيئة ملائمة للاستثمار.

وفي خطابه الاربعاء، أقر رئيس الوزراء حيدر العبادي بوجود فساد في الدولة العراقية، لكنه تعهد بمحاربته كما حارب "الارهاب".

وقال العبادي "نؤكد ان اصرارنا على محاربة الفساد كفيل باضفاء بيئة ناجحة، تحت عمل واضح وشفاف، ولن نتوقف عن محاربة الفساد، تلك الآفة الخطيرة التي لا تقل خطورة عن الارهاب، بل هي احد الاسباب لنشوء الارهاب".


كما اعلن انه فِي الأسابيع القليلة الماضية أطلقت الحكومة "حزمة إجراءات لتحسين بيئة الاستثمار في العراق، ستظهر اثارها على تبسيط الاجراءات لاعمال المستثمرين".

وكان العبادي اعلن الثلاثاء امام المستثمرين ان الحكومة تقود برنامجا اصلاحيا لمكافحة الفساد، يهدف كذلك الى "تبسيط الاجراءات (...) من اجل المساعدة في الاستثمار وازاحة العقبات امام المستثمرين ورجال الاعمال العراقيين والاجانب ورفع العراقيل امام المشاريع".

ويحتل العراق المرتبة 166 من بين 176 دولة على لائحة البلدان الاكثر فسادا بحسب آخر لائحة اصدرتها منظمة الشفافية الدولية.

وقدم الاعرجي الثلاثاء صورة موجزة عن فرص وظروف ومكاسب الاستثمار قائلا ان المستثمرين "يواجهون مخاطر كبيرة، لكنها تأتي في مقابل ارباح كبيرة".

في هذا السياق، دعا تيلرسون خلال مشاركته في أعمال المؤتمر، الحكومة الى اعتماد الشفافية ومحاسبة المفسدين.

وقبيل الحديث عن اعادة الاعمار، اكدت الولايات المتحدة ومعها الدول الاعضاء في التحالف الدولي لمحاربة داعش، ان المعركة مع هذه العصابة الارهابية لم تنته بعد.

وفي بيان ختامي عقب اجتماع للدول الاعضاء فيه، قال التحالف "علينا ان نبقي تركيزنا على العراق وسوريا حتى نحافظ على مكاسبنا".

أخبار ذات صلة

newsletter